الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

الأمسية الشعرية الأولى في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي

من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات‏ في 19 ديسمبر، 2010‏، الساعة 09:07 مساءً‏‏

ضمن فعالياته الأدبية، وبعد الافتتاح الرسمي، أقام ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي (الدورة الأولى) أمسية شعرية اشترك فيها كل من الشعراء السعودي د. عبد الله الوشمي، والإماراتيان عبد الله الهدية، وإبراهيم محمد إبراهيم، وأدارها الشاعر الإماراتي خالد الظنحاني، وذلك يوم الأحد 5/12/2010 في قاعة مركز الخليج للدراسات في دار الخليج في الشارقة.
وفي كلمته التقديمية ذكر الظنحاني أن الملتقى منجز ثقافي مهم واستثنائي يضاف إلى منجزات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأنه يصلح لأن يكون نواة لمؤتمر أو مهرجان ثقافي كبير تدعمه كل المؤسسات الثقافية الخليجية.
ثم ألقى الوشمي مجموعة من قصائده تراوحت من حيث بناؤها بين العمود والتفعيلة، وعالج فيها قضايا تبدو ذاتية للوهلة الأولى، تعبر عن إحساس أو موقف خاص، لكنها في النهاية تنفتح على أفق إنساني شديد الرحابة والعمق والغنى. فالقصيدة لديه قد تشعل شرارتَها لحظةُ عشق، لكنها عندما تتوهج تصبح الحبيبة أصغر من عوالمها، وأقل من أن تملأ فراغاتها. يقول في قصيدته (نغمة الجوال):
لم تعد تكفي الحبيبة للقصيدة أصبحت بعض العناق
لقصيدتي قلب ونافذة وساق
ولها المعاني والتوهج
لي بقايا النص
للنقد العظام
وللذين يخاتلون الليل قافية محاق
ورغم اتساع عوالم القصيدة لديه فإن اللغة قد تتكثف متخلية عن كل ما هو فائض عن الحاجة، مما لا قيمة له، ولا أثر سوى البهرجة. وهذا ما جسدته نصوصه القصيرة جداً، ومنها مقطع بعنوان(دهشة):
قال: حتى الدكاكين تفتح أفواهها
دهشةً
من بكاء الشوارع.
ومقطع بعنوان (غبار):
الغبار دموع الشوارع
والمقاعد ترقب صامتة
مهرجان البكاء.
أما الإماراتي عبد الله الهدية فقرأ ثلاث قصائد (الباحث عن إرم) و(هذا سر مشكلتي) و(أوتار المسرات)، وهي قصائد التزم فيها منهج القصيدة العمودية، مع محاولة لتطويع أدواتها للتعبير عن طبيعة الحياة المعاصرة، لاسيما ما تفرضه هذه الحياة على الإنسان من ضغوط، تجعله دائم التوتر، قلقاً، يعاني من صراعات مؤلمة بينه وبين ذاته، ثم بينه وبين محيطه. وهذا ما عبرت عنه قصيدته (هذا سر مشكلتي) حيث يقول:
لما استوت فوق جوديّ الهوى سفني                    وحان وعد التلاقي أغرقت لغتي
ضنت عليّ سعادي في مودتها                          وغلقت بابها واستنكرت صلتي
فكلما أيقظ الساقي رماد فمي                            جاء انطفاء الصدى ريحاً بأوديتي
واختتم إبراهيم محمد إبراهيم الشاعر الإماراتي الأمسية بقصيدة طويلة حملت العنوان (سكّر الوقت)، أوقف فيها حركة الزمن عند لحظة متناهية في صغرها هي لحظة الوقوف بين قمم جبال الألب، ومضى يفتت هذه اللحظة إلى عناصرها الأولى، محولاً كل عنصر إلى موضوع للتأمل والتفكر والمقارنة والمعالجة. وبدا إبراهيم في نصه معنياً بإحساساته في هذه اللحظة، وهي إحساسات لا تكف عن التدفق، ومع كل دفقة كانت تخرج بلون ونكهة خاصتين.. يقول مجانساً بين لفظتي (الألب) و(القلب):
أيها الألب
يا أيها القلب
ها إنني أتأبط رمل الجزيرة
والهيل
والقهوة العربية
والحبّ
ماذا عساك تخبئ لي
حين أدنو إليك
بغابة حزني..؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق